السبت، 8 يونيو 2013

شكرا أردوغان .. شكرا تركيا .. شكرا شكرا

شكرا أردوغان .. شكرا تركيا .. شكرا شكرا


أثبتت زيارة أردوغان الأخيرة للمغرب، أن المغرب لم يتغير فيه شيء، رغم ما يروج له المخزن، ومعه وزراء العدالة والتنمية المغربية، يقولون بأن زيارة أردوغان فاشلة وأقول لهم أنتم الفاشلون!
كما أثبتت أن حزب العدالة والتنمية لم يحمل من العدالة والتنمية إلا الإسم، وأن لا مجال للمقارنة بين حزبي العدالة والتنمية المغربي والتركي، شتان بين ذا (الذي يقود حكومة محكومة لا قوة لها تنفيد السياسات العمومية للمخزن)وذاك (الذي يحكم ويقرر وينفذ قراراته و يحقق إرادته).
وكذلك كرست هذه الزيارة مظهرا من مظاهر التبعية المغربية للنظام الفرنسي حيث هذا الأخير لا زال يتمتع ويحتكر كل الامتيازات في الاستثمارات واستزاف ثروات السمكية والمعدنية و الفلاحية المغربية.

و أخيرا .. لا أملك إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لأردوغان ولشعبه العزيز

الثلاثاء، 5 فبراير 2013

الأمازيغفونية بين الأزمنة الثلاثة (*)


إن انتمائي كأمازيغي يبتدأ وينتهي بالإسلام، بماذا سينفعني انتمائي للغة/العرق، في مسيرتي إلى الله الخالق البارئ المصور؟ و إيماني به أن معيار التقوى هو ميزان التفاضل بين الناس "... إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
يقول بعض الأصدقاء الأمازيغ ــ وهم يفتخرون ــ عبارات من قبيل "كلنا مسلمون" و "أنا مسلم أمازيغي" ...، ومثل هذه العبارات ــ غالبا ــ تُقالُ عندما يجدون أنفسهم يرتكبون أخطاء  تجعلهم خارج دائرة الإسلام، كأن الله عز وجل سيفضلهم عن غيرهم يوم الحساب لكونهم أمازيغ، وكذلك قال البدويون الأعراب "... وقالت الآعراب أمنا".
إن قضية الانتماء للإسلام أَعَمَُّ من قضية الانتماء للغة/العرق، يبقى الإسلام هو المنطلق وهو الغاية بما هو جمع وتعارف، وتبقى اللغة/العرق من خصوصيات الشعوب والقبائل بما هي تَفْرِقَةٌ وتشتت إذا أخذناها معيارا للنظر إلى الواقع.

ما الغاية من الفَرْنَسَةُ  والعَرْبَنَةُ والمَزْغَنَةُ؟

لقد توسعت الفرنكفونية (سياسة فرنسية استعمارية) حتى وصلت إلى مستعمراتها في شمال إفريقيا ووسطها، حيث قامت بفَرْنَسَتِهَا إبان الاستعمار الخارجي المباشر إلى أن انتهائه، ولا تزال بعد دخولها في استعمارداخلي غير مباشر من طرف حكام مستبدين من بني جلدتنا، وتبقى فرنسا هي المستفيدة الأولى والأخيرة من تبعيتنا لها بعد توقيع حكامنا على عريضة "الاحتقلال"، أصبحنا بين ماضي الفَرَنْكُفُونِيَّةِ /الغاية، وحاضر العَرَبُفُونِيَّةِ/الوسيلة ومستقبل الأمَازٍيغُفُونِيَّةِ / الوسيلة.
أكثر ما يهم هنا هو حاضرنا ومستقبلنا، وماضينا ما وُجِدَ إلا لنستفيد منه ونستخلص العبر والعظات، في مغربنا بعيد الاستقلال المزعوم انكبت البعثات الأثرية على نبش القبور وحفر الأطلال و ...، لإبراز معالم الماضي القومي الآشوري/السومري/الروماني/الأمازيغي قصد ضرب ثقافة الشعب المغربي الإسلامية وربطها بتاريخها الجاهلي.
في سنة 1930 كان الأمازيغ الأحرار أول من ثاروا ضد ما يسمى بـ "الظهير البربري"، هاهم أبناؤهم اليَوْمَ المُدَجَّنُونَ عقديا والمُعَلَّبُونَ فكريا والمُخَذَّرُونَ ثقافة يتسابقون إلى ما ثَارَ عليه آباؤهم في الماضي، بعد أن طلَّقوا هُوَيتهم الإسلامية، وجَهِلوا تاريخ الإسلام، حتى انعدمت فيهم الغيرة على الإسلام، واعتنقوا القومية بدلا منه.

 من أين لـ"القضية الأمازيغية" كل هذا؟
 هاهي "القضية الأمازيغية" يُعْقَدُ لها في باريسَ "مؤتمر أمازيغي عالمي" تنفق عليه أموال طائلة، تحشد له النساء والرجال طائعين راغبين  في تمزيق المغرب وتمزيغه، وهاهي "القضية الأمازيغية"  يتم تدويلها بوسائل متطورة وبعملاء مخلصين متفانين.
والسؤال المطروح من أين لك (القضية الأمازيغية) هذا التمويل وهذا التدويل؟
 والباحث عن السؤال سيجد أن الأمر استمرار للمحاولة الفاشلة/الظهير البربري، بما هو لعبة يهواها المستعمر في سياسة تمزيغ المغرب وتمريغه بأيدي أبناء المغرب وبناته، لهذا وجب على المستعمر كل ما يوحد الناس ويجمعهم وهو الإسلام، فما الخطة والسبيل إذا إلى ذلك؟ السبيل هو أن يذكي الصراعات القبلية ويزرع النعرات الجاهلية بين العرب والأمازيغ من أجل التفرقة ويستمر هو حينها في نهب ثروات البلاد وسخر لذلك خريجي بعثاته عربا وأمازيغ بعد أن رضعوا الفكر الظلامي ــ عفوا التنويري ـــ نصب العِربان حكاما على رقاب المستضعفين، وجعل في معارضتهم المثقفين المغربين الأمازيغفونيين والسياسيين الأمازيغ الشعبوين، ليبقى صراعا أبديا يغطي على ما يفعله الحكام من نهب واستنزاف لثروات  البلاد عن طريق وهم تَبَعٌ لغيرهم.
إن المسلمين في سائر أنحاء بلادهم اليوم أدركوا أنهم في حاجة للوحدة والتوحد ضد المد الاستعماري الذي يتجسد في حكامنا المستبدين المفسدين، لنضع حدا له ونقلعه من جذوره، ونحصل على حريتنا التامة الغير المشروطة، وآنذاك بعد بزوغ فجر الحرية يجلس كل واحد منا جماعة و أفرادا ونؤسس لغد الديمقراطية على مبدأ الشورى.
هل نهاية "القضية الأمازيغية" نهاية بداية؟
إن نهاية الأمازيغفونية في شمال إفريقيا ومعها كل القوميات الأخرى في العراق؛ تركيا؛ مصر؛ ... ستبتدأ مع تمام إدارك المسلمين في كل بقاع الأرض بضرورة الوحدة والتوحيد للوقوف قوة واحدة ضد الاستكبار العالمي الذي تشكله الصهيونية الراعية الرسمية لكل هذه القوميات وممولتها ومدولتها. 
 ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 
(*) – الماضي/الحاضر/المستقبل

سلسلة "النقد الإيديولوجي في تصور محمد مندور" من إنجاز الحسين أبريجا


* مقدمة: 
 يعتبر النقد الإيديولوجي حديث الساعة في عصرنا هذا، إذ ملأ الكتبوالجرائد والمجلات، حتى أصبح من المتداول في الأماكن العامة والخاصة، لذا، هناك من اصطلح على هذا العصر، زمن الإيديولوجية في مجال الفكر، علىغرار أنه سمي بزمن التكنولوجيا لتقدم وسائل التصنيع والإنتاج.
ارتبط ظهور النقد الإيديولوجي ضمن أنواع النقد الأخرى كالنقد الجمالي،النقد التحليلي، النقد الاجتماعي، النقد النفسي، النقد التاريخي وغيرها باحتكاكالثقافة العربية بالثقافة الغربية (التي ساد فيها الفكر الماركسي)، ولولا هذا الاحتكاكلما عرفنا الإيديولوجيا، ولما عرفنا ما يسمى النقد الإيديولوجي.
وعندما ندرس علاقة محمد مندور بالنقد الإيديولوجي نجده دائما يربطهبالأدب، والسؤال المطروح هو: هل بإمكاننا أن ننقد الأدب نقدا إيديولوجيا؟ لماذادائما نربط النقد بالأدب؟ وما نوع هذا الارتباط؟ وما علاقة النقدبالإيديولوجية وكيف ينظر حامل الإيديولوجية إلى الأشياء بصفة عامة، وإلىالنص الأدبي بصفة خاصة؟
الدراسات السابقة لهذا الموضوع:
من الدراسات التي سبقت نجد كتاب الأستاذ محمد برادة سماه: (محمد مندور وتنظير النقد العربي) وبه نال شهادة الدكتوراه، حيث خصص فيه الفصل الرابع الذي تناول فيه بالدرس النقد الإيديولوجي والتنظير.
يندرج عنوان هذا البحث المتواضع ضمن مجال النقد الأدبي العربيالحديث،حيث يتناول موضوع النقد الإيديولوجي من منظور رائد من رواد النقدالأدبيالعربي الحديث، ويشكل هذا النوع من النقد مرحلة من مراحل النقد في حياةهذا الرائد، إذ لا يمكن أن نتحدث عن أي صغيرة أو كبيرة في النقد إلاوللرائد (مندور) نصيب فيها، ولا شيء أدل على ذلك من العودة إلى مؤلفات وكتبتركها لنا.
وقد عرَّف مندور النقد الأدبي بقوله: «النقد الأدبي في أدق معانيه: هو فن دراسة الأساليب وتمييزها، وذلك على أن نفهم لفظة الأسلوب بمعناها الواسع فليسالمقصود بذلك طرق الأداء اللغوية فحسب، بل المقصود منحى الكتاب العام، وطريقته في التأليف والتعبير والتفكير والإحساس على السواء، بحيث إذا قلنا إن لكلكاتب أسلوبه يكون معنى الأسلوب كل هذه العناصر التي ذكرناها[1].
منهج البحث:
لقد قسمنا مادة هذا البحث إلى فصول، وكل فصل تختلف مادته عن مادةالفصل الآخر الذي يليه. سنحدد في الفصل الأول البنية المفاهيمية انطلاقامن عنوان البحث، وينقسم هذا الفصل إلى ثلاث محاور، حيث سنتناول في المحورالأول مصطلح "النقد" بين اللغة والاصطلاح، أما فيما يخص المحور الثانيفسنتناول مصطلح "الإيديولوجيا" من خلال جرد أصوله اللغوية ومفهومه. ثم فيالمحور الثالث سنتناول أيضا "النقد الإيديولوجي" كبنية مركبة، يتعلق بعضها ببعض.
أما الفصل الثاني سنتناول فيه بالدرس سيرة/الدكتور محمد مندور، لذلكقسمناه إلى قسمين، سنتطرق في القسم الأولللحديث عن حياته (المولدوالنشأة)، وسنتحدث عنه في القسم الثاني كناقد.
وفي الفصل الأخير الذي يمكن اعتباره عمادا لهذا البحث، سنتناول موضوع
النقد الإيديولوجي من منظور ناقد من نقاد العصر الحديث (الأستاذ محمد مندور)، انطلاقا منكتابي: (معارك أدبية) و (النقد والنقاد المعاصرون)، ويجيب هذا الفصل علىمجموعة من الأسئلة يمكن جردها فيما يلي: ماذا يعني النقد الإيديولوجي عندمندور؟ ما هي أسس دعوة مندور إلى النقد الإيديولوجي كمنهج للنقد؟ هل يمكن أننعتمد منهج النقد الإيديولوجي دون الاعتماد على مناهج أخرى؟


[1]في الأدب والنقد، محمد مندور، نهضة مصر للطباعة والنشر، ص:8-9

مقتطف من طفولتي .. (تتمة)


... ثم استلقيت على ذلك السرير  الذي صنعته لنفسي، وجعلت غطاء على بدني حتى الصدر، فأخدت ذلك الأنبوب المتصل بقنينة الغاز، ووضعته في فمي فبدأت أتجرع الغاز.
لم تمض دقائق قليلة حتى أصبحت أحس بدوران يصاحبه شعور جميل، بعد خمسة عشرة دقيقة فقدت وعيي الكامل  ولا أدري إن بقيت حيا أو ميتا.
قالت أمي: لقد وجدناك ميتا، لكن لا نعرف كيف نجوت بأعجوبة ؟ !!
لقد عانى والدي الأمرين من أجلي ومن أجل إخوتي، لقد كان هذا الحدث صدمة بالنسبة لهما، ولعلي سأدرك هذه الصدمة عندما سأكون والدا إن شاء الله، لأن هول هذه الصدمة لن يدركه إلا من هو مثلهما.
تحكي   أمي  لي تفاصيل ما بعد الحدث، وتقول:  لقد أتيت إلى البيت فوجدت الباب موصدا، وكان من الضروري أن أدخل بأي طريقة، بسبب أني تركتك أنت وإبراهيم في البيت وأخاف عليكما كثيرا، في نفس الوقت تأخرت على إعداد وجبة الغذاء.
واسترسلت ...بحثت عنكما خارج البيت ولم أجدكما،  فذهب إلى بعض فتيان الجيران لعلهم يقفزون على الحائط ليفتحوا الباب من الداخل، لكن دون جدوى  ..  لا  يستطيعون. فجن جنوني ودفعت الباب بقوة وجعلته مفتوحا  بقوة قادر، بحثت في الغرف لم أجدكما، ثم ذهبت إلى المطبخ  فوجدته موصدا كذلك ورائحة الغاز  تخرج من بعض ثقب الباب، فحاولت أن أنظر في أحد الثقب، فإذا بي أراك جثة هامدة على السرير الذي صنعته أيها المجنون !!
قالت: لا حول لي ولا قوة .. فبدأت بالصراخ .. أنقذوني .. أنقذوا ابني ـــ مسكينة أمي سامحني الله ــــــ  واجتمع القوم فكسروا باب المطبخ، وظن الناس أن أمري قد انتهى، حتى أنهم فكروا في غسلي ودفني تحت التراب ظنا منهم أني ميت وسلموا  أمرهم للواقع، لقدكان الوعي سببا في نجاتك بعد الله يا بني، سبحانك ما أعظم شأنك !!
لقد قال بعض أبناء  الجيران لابد لكم أن  تذهبوا به إلا  المستشفى، لتتأكدوا من وفاته، فعلا  أخذنا بقولهم وبحثنا عن أي وسيلة لنقلك، فوجدنا "عمي زايد" صاحب شاحنة BEDFORD  المتخصصة في نقل الرمل، فنقلوني بها إلى المستشفى .. بعد أول لحظة التي وضع فيها الطبيب السماعة على صدرك اكتشف أنك ما تزال حيا، وحمدنا الله وشكرناه على ذلك.
بعد إثنا عشر ساعة من العلاج واستخراج كميات الغاز التي تجرعتها، أحسست بحقنة تم خرزها في  جانبي الأيمن، بعدخمسة دقائق أول ما طلبت ممن حولي هو الماء، لأسد به رمق فم أصبح كقرية لم ينزل عليها الغيث قط. فشربت الماء وأنا مغمض العينين، زدت ما يقارب عشرة دقائق مستلقيا، ثم فتحت عيناي إذ هما تريان جدرانا خضراء وأفرشة بيضاء وممرضين ببزات بيضاء، وقبعات خضر، وأنا لا أعرف ماذا يعني ذلك، أول ما لفظت به قلت لهم  هل هذا منزلنا الجديد؟ !!
فاستغرب أحدهم ساخرا..  نعم إنه البيت الذي بناه أبوك.
وانتهت القصة

مقتطف من طفولتي ... (يتبع)


قبل أن أدخل في صميم الحكاية سأقوم باسترجاع أوضاع الحياة قبل بلوغي  سن السابعة، ما أتذكره جيدا من ماضي طفولتي كان من السنة الرابعة فما فوق .. منذ السنة الرابعة من عمري،  كنت أنا وعائلتي نسكن في حي قديم قرب مركز تنغير يدعى "أيت الحاج علي" هناك أمضيت أغلب وأروع أيام الطفولة ..
كانت الحياة هناك  بدائية نوعا ما وجميلة  وما يميزها أنها طبيعية، وعقليتي مفطورة  لا تشوبها شائبة، إنها الطفولة البريئة كما يحلوا لي أن أسميها، أكل وشراب طبيعي، لبن وتمر وماء من بئر القبيلة. كانت حياة الأطفال في عمري بين الوادي والحقول الخضراء، نلعب ونمرح ونلهو ونستمتع بالحياة.
في السادسة من  عمري أنتقلنا من "أيت الحاج علي"  إلى مكان يسميه سكان أيت الحاج علي بــ"أمردول"، إلا أنه في الحقيقة "حي المصلى" الذي يختلف عن المكان السابق بكثير، وعند مغادرتنا "أيت الحاج  علي" تغير كل شيء (الأصدقاء، المنازل، الأزقة ...)، مضت سنة على استقرارنا في الحي الجديد حيث انشأت علاقات جديدة مع أبناء الجيران، كانت علاقات مميزة جدا.
في السنة السابعة من عمري تم تسجيلي  في مدرسة المضايق بمركز تنغير،  حيث التحقت بالقسم الأول الابتدائي، الحسين أصبح تلميذا بالمدرسة يا للعجب !!
من هنا نقترب من الحدث الكبير والشيق  جدا .. إني أتذكر جيدا عندما اقتنى لنا (أقصد أنا وأخي التوأم حيث كنا في نفس  القسم ونجلس في طاولة واحدة) والدنا ـ حفظه الله ـ نسخة واحدة من الكتب المدرسية المقررة في السنة الأولى قصد أن نشتركها أنا وأخي التوأم،  في الليلة الأولى بدأت أتصفح كتاب القراءة لعلكم تتذكرونها صفحة صفحة، رسما  رسما، صورة صورة.
تلك الليلة ما آثار  حافظتي هو صورة في كتاب القراءة مصور فيها شخص وهو مستلق على سرير داخل مستشفى، الغريب في الأمر أنني في ذلك السن لم أدرك ما تعنيه تلك الصورة وما سياق وجودها أبدا، وكلما أفتح هذا الكتاب إلا ونظرت لتلك الصورة وذلك زرع  في نفسيا شيئا من حب الاكتشاف.
منذ ذلك الحين بدأت أبحث عن أشياء تشبه تلك الأدوات المتوفرة في تلك الصورة لعلي أجد لنفسي لأطبق ما في الصورة من مشهد، مرت الآيام والأسابيع والشهور حتى اقتربت عطلة الربيع، قبل ذلك كنت أتذوق الغاز  من بعض قنينات المطبخ حيث احسست بشعور غريب على مستوى جسدي بأكمله، مرة بعد أخرى حتى وجدت نفسي مدمنا على   تجرع الغاز، إنه الإدمان !!
في بلادنا حياتنا الدراسية ما هي إلا عطلة مفتوحة تتخللها أسابيع دراسية فقط، شرف الموسم الدراسي على النهاية ولم أعرف حتى معنى الصورة !! في يوم من أيام الربيع المزهر  وقعت من بالي فكرة وهي تطبيق ما رأيته في صورة "القراءة"، فتحريت حتى وجدت الوقت المناسب لذلك، حيث انصرف أبي إلى العمل، وأمي عند الجيران، وأخي  الكبير خارج البيت، ولم يبق إلا أنا وأخي التوأم في البيت إلا أن التخلص منه كان سهلا حيث  قمت  بطرده خارجا ثم أقفلت الباب، بعدما أن حرصت على أن أكون لوحدي  في البيت، قمت بجمع كل الأفرشة وتوجهت بها إلى المطبخ حيث  قنينة الغاز  وصنعت لنفسي شبه سرير  بتلك الأفرشة ثم  أقفلت باب المطبخ على نفسي ...
يتبع ...