الثلاثاء، 5 فبراير 2013

سلسلة "النقد الإيديولوجي في تصور محمد مندور" من إنجاز الحسين أبريجا


* مقدمة: 
 يعتبر النقد الإيديولوجي حديث الساعة في عصرنا هذا، إذ ملأ الكتبوالجرائد والمجلات، حتى أصبح من المتداول في الأماكن العامة والخاصة، لذا، هناك من اصطلح على هذا العصر، زمن الإيديولوجية في مجال الفكر، علىغرار أنه سمي بزمن التكنولوجيا لتقدم وسائل التصنيع والإنتاج.
ارتبط ظهور النقد الإيديولوجي ضمن أنواع النقد الأخرى كالنقد الجمالي،النقد التحليلي، النقد الاجتماعي، النقد النفسي، النقد التاريخي وغيرها باحتكاكالثقافة العربية بالثقافة الغربية (التي ساد فيها الفكر الماركسي)، ولولا هذا الاحتكاكلما عرفنا الإيديولوجيا، ولما عرفنا ما يسمى النقد الإيديولوجي.
وعندما ندرس علاقة محمد مندور بالنقد الإيديولوجي نجده دائما يربطهبالأدب، والسؤال المطروح هو: هل بإمكاننا أن ننقد الأدب نقدا إيديولوجيا؟ لماذادائما نربط النقد بالأدب؟ وما نوع هذا الارتباط؟ وما علاقة النقدبالإيديولوجية وكيف ينظر حامل الإيديولوجية إلى الأشياء بصفة عامة، وإلىالنص الأدبي بصفة خاصة؟
الدراسات السابقة لهذا الموضوع:
من الدراسات التي سبقت نجد كتاب الأستاذ محمد برادة سماه: (محمد مندور وتنظير النقد العربي) وبه نال شهادة الدكتوراه، حيث خصص فيه الفصل الرابع الذي تناول فيه بالدرس النقد الإيديولوجي والتنظير.
يندرج عنوان هذا البحث المتواضع ضمن مجال النقد الأدبي العربيالحديث،حيث يتناول موضوع النقد الإيديولوجي من منظور رائد من رواد النقدالأدبيالعربي الحديث، ويشكل هذا النوع من النقد مرحلة من مراحل النقد في حياةهذا الرائد، إذ لا يمكن أن نتحدث عن أي صغيرة أو كبيرة في النقد إلاوللرائد (مندور) نصيب فيها، ولا شيء أدل على ذلك من العودة إلى مؤلفات وكتبتركها لنا.
وقد عرَّف مندور النقد الأدبي بقوله: «النقد الأدبي في أدق معانيه: هو فن دراسة الأساليب وتمييزها، وذلك على أن نفهم لفظة الأسلوب بمعناها الواسع فليسالمقصود بذلك طرق الأداء اللغوية فحسب، بل المقصود منحى الكتاب العام، وطريقته في التأليف والتعبير والتفكير والإحساس على السواء، بحيث إذا قلنا إن لكلكاتب أسلوبه يكون معنى الأسلوب كل هذه العناصر التي ذكرناها[1].
منهج البحث:
لقد قسمنا مادة هذا البحث إلى فصول، وكل فصل تختلف مادته عن مادةالفصل الآخر الذي يليه. سنحدد في الفصل الأول البنية المفاهيمية انطلاقامن عنوان البحث، وينقسم هذا الفصل إلى ثلاث محاور، حيث سنتناول في المحورالأول مصطلح "النقد" بين اللغة والاصطلاح، أما فيما يخص المحور الثانيفسنتناول مصطلح "الإيديولوجيا" من خلال جرد أصوله اللغوية ومفهومه. ثم فيالمحور الثالث سنتناول أيضا "النقد الإيديولوجي" كبنية مركبة، يتعلق بعضها ببعض.
أما الفصل الثاني سنتناول فيه بالدرس سيرة/الدكتور محمد مندور، لذلكقسمناه إلى قسمين، سنتطرق في القسم الأولللحديث عن حياته (المولدوالنشأة)، وسنتحدث عنه في القسم الثاني كناقد.
وفي الفصل الأخير الذي يمكن اعتباره عمادا لهذا البحث، سنتناول موضوع
النقد الإيديولوجي من منظور ناقد من نقاد العصر الحديث (الأستاذ محمد مندور)، انطلاقا منكتابي: (معارك أدبية) و (النقد والنقاد المعاصرون)، ويجيب هذا الفصل علىمجموعة من الأسئلة يمكن جردها فيما يلي: ماذا يعني النقد الإيديولوجي عندمندور؟ ما هي أسس دعوة مندور إلى النقد الإيديولوجي كمنهج للنقد؟ هل يمكن أننعتمد منهج النقد الإيديولوجي دون الاعتماد على مناهج أخرى؟


[1]في الأدب والنقد، محمد مندور، نهضة مصر للطباعة والنشر، ص:8-9

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق